Найти тему
Alexander Dugin (International)

ألكسندر دوغين للميادين: العالم يعيش مفترق طرق بين مستقبلين

بثت قناة الميادين مؤخراً اللقاء الذي جرى مع المفكر الروسي ألكسندر دوغين في حلقة برنامج "في المعادلة"، بعنوان "العالم ما بعد الحرب"، وفيما يلي نص المقابلة الكامل.

من العملية العسكرية الخاصة إلى المواجهة الشاملة

الميادين: العملية العسكرية الخاصة تحولت اليوم إلى مواجهة شاملة بين روسيا والمعسكر الغربي، بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. كيف تدحرجت كرة الثلج ووصلت المواجهة إلى هذه المحطة؟

بداية، نحن في حاجة إلى فهم إطار هذا الصراع. ومن أجل فهم ذلك بصورة صحيحة، نحتاج إلى إلقاء نظرة على حكم الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وعلى كل التاريخ الجديد لروسيا في الأعوام الثلاثين الماضية. يتم تقسيم هذه الفترة الزمنية إلى قسمين: بادئ ذي بدء، دخلت روسيا، بعد سقوط الاتحاد السوفياتي وانهيار النظام الشيوعي والإمبراطورية الشيوعية العظمى، مرحلة من الخضوع التام للغرب. لقد قبلنا الأيديولوجيا، والليبرالية، والسوق الرأسمالية، والديمقراطية، والقيم والحقوق الإنسانية، والتقدم، والتحرير... كل ذلك كان نوعاً من الأيديولوجيا الروسية الجديدة: الخضوع التام للغرب، واتّباع كل أوامر واشنطن.

خطوة بخطوة، أعطى ذلك الشعبَ الروسي إحساساً عميقاً بالتعاسة والانهيار والمأساة. وفي موجة الكراهية هذه (من الشعب الروسي) تجاه النخبة الليبرالية الغربية، وصل بوتين إلى السلطة. كانت تلك هي المرحلة الجديدة. حاول بوتين ترسيخ السيادة، أو استعادة السيادة لروسيا، لكنه قبل، بدوره، جميعَ أنواع القيم الغربية. كانت كلّ مطالب حكم بوتين هي مطالبة الغرب العالمي بمنح روسيا نوعاً من الاستقلال والسيادة والحكم الذاتي داخل النظام العالمي. وكان ذلك مهماً جداً. لكنّ فكرة سيادة الأمة، مع القبول العام للقيم الغربية، قادت نظام بوتين إلى موقف حَرِج، لأن الغرب لم يكن يريد أن يمنح ذلك لروسيا. وظهرت التناقضات وارتفعت، حتى وصلنا إلى مواجهة مباشرة بين سيادة روسيا والهيمنة الغربية/أجندة العولمة.

قبل عام واحد بالتحديد، عندما كان الغرب يَعُدّ روسيا نوعاً من التحدي لهيمنته العالمية، بينما كان بوتين في الواقع يطالب فقط بالاحترام داخل النظام العالمي، أدى ذلك إلى خلق معارضة داخلية. ولهذا السبب، اعتقد بوتين أن الانتصار في الحرب سيكون سهلاً للغاية. أخيراً، واجهنا خلال هذا العام معارضة راديكالية غاضبة من كل الغرب. أصبح هذا الصراع، خلال هذا العام من المطالبة بالسيادة لجزء من النظام الليبرالي العالمي، مواجهةً عميقة وحقيقية بين الحضارات. وروسيا الآن في وضع حرج للغاية، لأن بوتين بدأ هذا الصراع (العملية العسكرية الخاصة) للمطالبة بالسيادة. نحن الآن ملزَمون، كشعب روسي، بالدفاع عن حضارتنا. لقد تغيّر هذا الصراع بصورة جذرية. لقد بدأ كمطالبة بالسيادة واحترام الجزء المستقل من الحضارة الغربية الليبرالية العالمية في حالة روسيا، والآن نحن نقترب من مواجهة بين حضارتين، الحضارة الروسية والحضارة الغربية. هذه ليست فقط مشكلة فنية تتعلق بكيفية الانتصار على أوكرانيا والغرب، لكن كيف نكسب سوء فهمنا لهويتنا الداخلية الحقيقية. هكذا أرى الوضع بعد عام من الحرب.

ألكسندر دوغين للميادين: العالم يعيش مفترق طرق بين مستقبلين