Найти тему
Hazem Rowiha

أيام مظلمة مؤلمة سوداء

قامت سلطات السجون والهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية بإقتيادي من سجن إليزابيث ديتينشن سنتر إلى سجن ايسيكس كونتي كوريكشن فاسيلتي في يوم ٢٠ مايو ٢٠١١ بدون أن يخبروني بحكم المحكمة الصادر بحقي بتاريخ ١٦ مايو ٢٠١١ بترحيلي من البلاد، ولم يخبروني وجهتهم إلى سجن ايسيكس، فأي قول عن زعم الولايات المتحدة بحماية حقوق الإنسان هو هراء وكذب وتدليس على أفعال أبالسة النازيبن في السلطات الأمريكية وعلى مكرهم في إستخدام أساليب التعذيب البدني والنفسي لقهر الأبرياء وتدمير لشخصي الذي تصور مخدوعا أنه قادر على مكافحة الإرهاب في أكبر كيان يصنع ويدعم الإرهاب النازي العالمي وهو الولايات المتحدة كما تكشفت الحقيقة التي أعلنها دونالد ترامب الرئيس السابق للولايات المتحدة بأن إدارة باراك أوباما وهيلاري كلينتون مسئولين عن صناعة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش" .

هكذا هي لعبة الشيطان التي تلعبها أمريكا فإنها تصنع الإرهاب الدولي وتصنع الأعداء وتضعهم في أي مكان تريد أن تدمره وتسيطر عليه، ثم تقوم بضربهم وقتالهم وبتلك الطريقة الماكرة الإجرامية تتدخل في الشئون الداخلية للدول المستهدفة بقوات عسكرية وأسلحة تمكنها من السيطرة على المكان المستهدف، كذلك قد قرأت هذه النظرية النازية التي يستخدمها هؤلاء المجرمون في بحث رائع ومطول ومكتوب باللغة الصينية على أحد الحسابات الصينية في تطبيق إكس للتواصل الإجتماعي.

عنبر السجن في ايسيكس مكون من عدد من الزنازين في المستوى الأرضي وعدد آخر من الزنازين في المستوى العلوي بنفس الدورم أو العنبر، هذا الدورم يختلف عن دورم إليزابيث المفتوح الذي يضم كل الأسرة بدون أبواب مغلفة، أو عن الدورم العلوي المفتوح ذو الغرفة الزجاجية التي تنتهي بفتحات التهوية المطلة على سطح المبنى في إيسكس، وضعوني في زنزانة صغيرة ٢×٣ متر فيها سريرين أحدهما علوي وفيها حوض ومرحاض توايلت يستخدمه النزيل عندما يخرج زميله من هذه الحجرة الضيقة الكئيبة، تعرفت على زميلي في الزنزانة وكان من المكسيك وتهمته الجنائية أنه ضرب أحد الأشخاص بعنف في شجار بينهما فقبضوا عليه ولأنه مخالف لشروط الإقامة في البلاد.

كانت تفتح أبواب الزنزانة الحديدية الثقيلة في أوقات تناول وجبات الطعام ثم نعود إليها في الثامنة مساء وتغلق الأبواب والانوار حتى الصباح.

قابلت في فناء العنبر زميل أردني اسمه يزن الحروب من عائلة أردنية معروفة ووالده كان رجل سياسي ويمتلك محطة تلفزيونية فضائية في الأردن، وفي إول يوم استلمت من إدارة السجن بريد يبلغني أن رصيدي المالي المتبقي والمحول من سجن إليزابيث والبالغ ٦٠ دولار تقريبا، ومتاح لي أن أستخدمه في الاتصال بالتليفون من خلال أرقام كود، ولم يلفت إنتباهي ذلك النزيل الذي تلصص بسرعة على الخطاب البريدي الذي أمسكه بيدي وكنت جالسا بجانب يزن ، ولم أكن أعلم أن ذلك اللص الذي يعمل مع الإدارة النازية للسجن قد سرق رصيدي المالي المتبقي في نفس الوقت، ولم أكن أعلم أنها كانت طريقة ماكرة من السلطة النازية لكي لا أستطيع الاتصال بالمحامية شاودري أو بخوسيه يهوذا الكنيسة الكاثوايكية، أو حتى بعائلتي في مصر، وأن يزن الحروب سوف يكون طريقي الوحيد للإتصال من خلال والدته المهاجرة التي تعيش في الولايات المتحدة.

أبلغت إدارة السجن بأن رصيدي صفر عندما حاولت الاتصال بشاودري، إن رصيدي المالي قد سرق ولكن النازيبن لم يهتموا وكأن شيئا لم يحدث، كانوا قادرين على القبض على اللص الذي يعيش معنا في العنبر، من خلال تتبع الأرقام التي اتصل بها ووقت الاتصال وكاميرات المراقبة ، ولكن شيئا من هذا لم يحدث لأن الإدارة النازية التي تستخدم ضدي أساليب التعذيب النفسية الموجهة متواطئة كليا منذ خطت قدماي أرض الولايات المتحدة بأساليب الإمراض الجسدي المفتعل، والأسلوب النازي للتعذيب النفسي " فترة شهر العسل Honey Moon Period " ، باستخدام الكوب نصف لتر وبطريقة الاحتفال والسعادة بالإفراج والخروج إلى سجن أظلم وأشق، ثم حرماني من الاتصال بشاودري لكي

أعرف منها ما هو الحكم الذي صدر بشأني، ولماذا تم أخذي إلى هنا بهذه الطريقة المهينة، جعلوني في حالة ضغط نفسي رهيبة ، وأنا أنتظر حتى تأتي شاودري لزيارتي في سجن ايسيكس و بعد أسبوعين من قلق وعذاب الانتظار للمجهول، لأجدها في حجرة من مكاتب إستقبال الزائرين لتخبرني بمنتهى البرود أنت خسرت قضيتك وتنظر لي وكأنها تنتظر مني أن أصفعها على وجهها هذه المحامية الخائنة، التي احتالت علي وسرقت مني ٤٠٠٠ دولار وتآمرت مع القاضية ومدعي النيابة ضدي بالظلم، خدعتني هذه الملعونة ما حجم هذا الغضب والحنق من هذه المحتالة، أتذكر أول يوم قابلتها وسألتني هل يوجد بجسمك اي جرح قديم وسوف ناخذه دليل أنك تم تعذيبك جسديا في مصر، وأنني قلت لها أنني لم يتم تعذيبي جسديا في مصر، وقتها كان لابد أن أغادر وأن لا أتخذها محامية لي لأنها مجرمة محتالة، ولكن خوسيه يهوذا الكنيسة الكاثولبكية خدعني بأنه صادق من المؤمنين.

أتذكر يوم الاستماع في محكمة سجن إليزابيث ونحن نخرج من قاعة المحكمة والضابط يأخذني ماشيا ونحن نتقدمهما شاودري ومدعي النيابة وسمعته يهمس لها بكلمة تلتها ضحكة منها كانت بداية إثارة الشكوك في نفسي، ها هي الآن تكمل مهمتها في تدميري نفسيا وتنتظر مني أن أقوم بصفعها على وجهها لكي لا أخرج من هذا السجن لسنوات أو ربما لبقية حياتي إن لم يقتلوني وفقا لخططهم النازية الإجرامية.

ولكني تماسكت وانا في أسوأ حالاتي وأخذت منها الظرف الذي يحتوي على أوراق حكم المحكمة ولم أعقب وتركتها ترحل.

عندما رجعت إلى العنبر وجدت أن إدارة السجن نقلوني إلى زنزانة أخرى وزميلي فيها مسجون في قضية تهريب مخدرات وهو من هايتي وكان مقيم في أمريكا كما يزعم، إنه يتحدث وكأنه العالم ببواطن الأمور وكانت تأتيه أسبوعيا مجلة كريستيان ساينس مونيتور christian science monitor وهو كان من طائفة تؤمن أن العالم الذي نعيش فيه ليس حقيقي ولكنه عالم من الوهم والخيال، ظل يحدثني غير مرة عن هذا العالم الوهمي الذي نعيشه، وحتى بعد الثامنة مساء وفي الظلام ثم ينتقل إلى الحديث عن المسلمين واليهود وأنه قرأ كثيرا عن هذه الموضوعات وقرأ عن اليهود وطوائفهم التي تذبح الأطفال الصغار ويقومون بشرب دمائهم في طقوسهم الدينية، وأنا في هذا الظلام أشعر بمزيد من الإكتئاب وأبعد عنه تجاه باب الزنزانة لأني أختنق من أحاديثه الشيطانية وأريد أن أتنفس الهواء، هل الإدارة النازية سجنوني مع ساحر فودو من هايتي لكي يكملوا أساليب التعذيب النفسي الموجه ضدي تبعا للأحداث مرتبة ومتزامنة؟ إنها أيام مظلمة مؤلمة سوداء.