إنه في يوم الجمعة الموافق ٢٠ مايو ٢٠١١ الساعة تجاوزت الثامنة صباحا في سجن إليزابيث ديتينشن سنتر وبعد تناول الإفطار صعدت إلى سريري في الدور العلوي في العنبر (المنصة) متكئا على السرير وأنا أستمتع بمشاهدة نزلاء السجن في الأرضي الأسفل أو أنظر إلى فتحة صغيرة في السقف يدخل من خلالها ضوء النهار أو بصيص من أشعة الشمس، وكأنني جالس فوق سطح سفينة أو عرش ملكي هكذا قد يتصور المسجون لمحاولة الخروج من حالة الإحباط المختلطة بالمؤثرات النفسية المكثفة التي تمارسها السلطات النازية في سجن الولايات المتحدة على عقلي وبدني، وقد مرت عدة أيام على جلسة المحكمة الخاصة بقضيتي والتي تآمر فيها خوسيه وبيل هنري ممثلين عن الكنيسة الكاثولبكية والمحامية اسماء شاودري التي قد أحضراها لي لكي تترافع وتمثلني أمام المحكمة ومدعي النيابة والقاضية متواطئين جميعهم ضدي وأنا مثل المنوم تنويم مغناطيسي أنهم يمثلون الحضارة الأمريكية القائمة على العدل والحرية وحقوق الإنسان ، كنت أعمى ولكنهم مكروا مكرا كبيرا ، حتى في نهاية جلسة المحكمة عندما قال لي مترجم المحكمة خلسة وبصوت خفيض: أطلب حالا من القاضية بتغيير هذه المحامية شاودري إنها تعمل ضدك وليس معك، قلت له بلهجة الواثق كيف ذلك ؟ مستحيل إنها جائت من طرف أصدقائي وأنا أقصد خوسيه وبيل هينري ممثلي الكنيسة الكاثوليكية، ولم أكن أدري ماذا فعلوا بي وكيف كانت حجم كذبتهم وخيانتهم.
هذا الصباح كل شيء هاديء أو قد أظن ذلك وأنا شبه مخدر وأنا منتظر قرار المحكمة الذي سوف يكون غالبا حصولي على حق الإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية.
رأيت من الأعلى ضابط يدخل إلى العنبر وينادي حسن رويحة باللكنة الأمريكية، ولكني لم أستوعب ونادى مرة أخرى على إسمي حسن رويحة، هكذا كتبوا إسمي على الأسورة البلاستيكية حول معصم يدي من أول يوم دخلت السجن وهم ينادوني حسن وليس حازم، في البداية أنا ظننت أنهم فعلوا ذلك لحمايتي ولم يكن يخطر على بالي أنهم فعلوا ذلك ضمن مخطط كبير لتدميري نفسيا ويبدأ بعزلي عن إسمي الحقيقي مما يكون له الآثر السلبي على شخصيتي.
وقال الضابط أسرع هيا بسرعة! وسمعت أحد الزملاء يقول Hassan Released ، حسن إفرااااج! ورأيت زملاء السجن يأتون لي مبتسمين ومبشرين وكما هي العادة وزعت الطعام بحوزتي على داوو وجيراني ومن سألني ولكني احتفظت بالراديو وقصة مخترع التلغراف التي إستعرتها من مكتبة السجن، حملت أغراضي وأنا فرحان أني سوف أخرج إلى الحرية والعمل والحياة وكثير من زملاء السجن يحيطوني ويصفقون لي وأنا نازل من المنصة متوجه إلى باب السجن ، التصفيق مستمر وعلامات ثامب اب اوكي بقبضة اليد وتحيات حارة، ومن أحد الضباط في العنبر المجاور كان دار بيننا حوار علمي من قبل ، أرسل تحيته وسلامه.
غادرت مع ضابطبن وذهبا بي إلى حجرة وقالا لي انتظر قليلا، جلست في الحجرة وكان أحد الضباط يتصل من خلال جهاز اللاسلكي، ولكن طال الانتظار وسألتهم ماهي نتيجة الحكم في قضيتي؟ قالا لا نعرف، سألتهم إلى أين تأخذوني؟ قالا لا نعرف حتى الآن!
ثم بعد ذلك إقتادوني مكبل بالقيود إلى سجن ايسيكس كونتي كوريكشن فاسيلتي بحسب ما علمت بعد ذلك، دخلت إستقبال السجن وصادروا مني الراديو وقلمي الجاف، وبدأت مرحلة من الإجراءات والانتظار الطويل لملأ البيانات والكشف الطبي لينتهي بي المطاف في حجرة ضيقة صغيرة مع مسجون آخر، في سجن آخر أكثر ضيقا وأعلى أسوارا وأشد ظلمة.
ما حدث من السلطات النازية الأمريكية هو تخطيط موجه بالحرب النفسية على شخصي وبنفس طريقة الكوب النصف لتر، ولكن هذه المرة بمكر أكبر بتطبيق أسلوب التعذيب فترة شهر العسل Honey Moon Period.
إني أتعجب أن سلطات دولة كبرى كالولايات المتحدة بقوتها الإجرامية النازية وأساليب التعذيب المدمرة كتلك التي دبرتها لي، ثم الله ينجيني من خبث ومكر إمبراطورية الكذب.