يا جوني يا إبن الحرام

عندما كنت مسجون في سجن إليزابيث المركزي في نيوجيرسي وكان يزورني دائما الجاسوس المجرم Marc مارك هولاند الذي يعمل تحت غطاء أنه باحث إجتماعي وكان يرسل لي كروت ورسائل ومواد مطبوعة تحتوي على عدة موضوعات مكتوبة ومصورة من شأنها أن تأثر على إتزاني النفسي وتحبطني ولكن دائما ما كان يخيب مسعاه لأني كنت أملك قوة روحية ومدد من خالق السماوات والأرض وأعلم أنني في إختبار وهو لن يتركني لأعدائي لكي يقتلوني، كنت أدعو الله وأذكره ذكرا كثيرا سرا وعلانية و وقياما وقعودا وعلى جانبي، لأنه هو نعم المولى ونعم النصير ، جائني الجاسوس المجرم مارك ليزورني في السجن آخر مرة وكان معه فتاة عشرينية يبدو من ملامحها أنها أفريقية أمريكية أو لاتينية من دول أمربكا الجنوبية فقد كانت بشترها تميل للسمرة قليلا وعلى الأرجح أنها عميلة المخابرات الأمريكية وتستتر أيضا بأنها تعمل في مجال البحوث الإجتماعية ، وقالت لي أنها سوف ترسل لي كتاب قصة من خلال البريد ألى سجن أليزابيث وأن إدارة السجن سوف تسلمني الكتاب، وفي اليوم التالي استلمت من ضابط السجن مغلف يحتوي على كتاب قصة بعنوان The Alchemist للكاتب Paulo Coelho

وقرأت الكتاب بشوق وأنا أتابع أحداثه عن حكاية الفتى الاسباني راعي الغنم الذي رحل في رحلة مثيرة من أسبانيا إلى مصر باحثا عن الكنز المدفون عند الأهرامات في مصر ويقابل الخيميائي ويصحبه ويتعلم منه الحكمة ولغة الطبيعة والكون لغة الصحراء والشمس والريح العاصفة ، حتى يتم حبسهما في معسكر لجنود مقاتلين في مصر ولم ينجوا من الموت إلا بعد أن إستعان بالقوة الروحية العظمى وحول نفسه إلى ريح عاصفة كالإعصار تغمر كل شيء بالرمال وتقتلع خيام المعسكر وتعرف بها وتضرب الجنود وترعبهم رعبا شديدا حتى أن رئيس الجنود رأى تلك القوة الجبارة التي أرغمته أن يخلي سبيلهما ويرد لهم حقوقهم،

كانت فترة سجني في الولايات المتحدة ٢٤٠ يوما منهم ١٤٠ يوما تقريبا في سجن إليزابيث المركزي Elizabeth Detention Center

والمائة يوما تقريبا الآخرين في سجن ايسيكس كونتي كوريكشن فاسيلتي Essex County Correction Facility

وكان سجن ايسيكس أكثر كآبة من الآخر مكثت في العنبر الأرضي حوالي ثلاثون يوما، ثم أخذوني إلى عنبر السجن العلوي باقي السبعين يوما.

كان عنبر السجن العلوي مربع كبير الضلع الأمامي هو مدخل العنبر ومكتب الضابط شئون أخرى، أما الثلاثة أضلاع الأخرى يلاصقها حوالي ٢٢ سرير مزدوج أحدهما سفلي والآخر علوي، ويتوسط العنبر حجرة زجاجية محيطها ٦٠ متر تقريبا وارتفاعها ١٢ متر تقريبا ويعلوها في القمة غطاء مبني وفيه نوافذ مفتوحة مطلة على سطح السجن ويدخل منها الهواء واشعة الشمس، وكانت هذه الحجرة أعز وأحب صاحب لي في السجن.

وكنت صباح كل يوم أدخل هذه الحجرة وأمشي فيها بجوار أضلاع الحجرة الزجاجية ساعيا أشواط كثيرة ماشيا قدر ساعة من الزمن أو يزيد عن ساعة لا أدري كم من الوقت ولكني كنت أرقب حركة الشمس والظلال على الأرض وهي تتحرك ببطىء بعد فترات من المشي وكأن الشمس وظلالها كانت ساعتي التي أحسب بها الزمن وكم مر من الوقت بقدر كم من عشرات المساعي ماشيا بالمحيط الداخلي للحجرة الزجاجية التي تتوسط عنبر السجن ولكنها في أعلى قمة مفتوحة على سطح السجن ويدخل من نوافذها العلوية الهواء والشمس.

لم أكترث بأسألة أصحاب السجن عن سبب سعيي داخل الحجرة الزجاجية هذه الفترات الزمنية الممتدة كل يوم، ولم أهتم بنظراتهم وهم داخل عنبر السجن يراقبوني وأنا أمشي بقوة وثبات وبخطى منتظمة واثقة تضرب الأرض، إنهم لم يكونوا يسمعوا صوتي الداخلي في هذه الأثناء وأنا أنادي رب العالمين.

ما أن أبدأ السعي في كل مرة حتى ينطلق قلبي بالدعاء إلى الله والنداء والصراخ والبكاء ولكن لم يكن يسمع صوتي ودعائي ونحيبي وبكائي غير رب السماوات والأرض والملائكة الموكلين بي، أبكي مرة بالدموع ومرات بغير دموع وأنا واثق أنه سوف ينجيني من هذه البلاد التي يحكمها Jonyجوني أبن الحرام.

جوني إبن الحرام هو كل فاسد في الدولة العميقة في الولايات المتحدة الأمريكية، جوني إبن الحرام هو القاضي الظالم جوني إبن الحرام النائب العام اللص المرتشي، جوني إبن الحرام هو ظابط السجن القاسي الذي يتلذذ بتعذيب ضحاياه لمجرد أنه سادي يحب تعذيب الناس ويجد المتعة في آلام الناس، جوني إبن الحرام هو كل فاسد في أي مكان يأكل المال الحرام.

نجاني الله من براثن عذاب جوني إبن الحرام ورجعت إلى مصر ١٩ أغسطس ٢٠١١ وبعد رجوعي بحمد الله وشكره ، أردت أن أرى صديقتي العزيزة glass room الغرفة الزجاجية التي عشت فيها الألام والأماني في سجن إيسكس كونتي كوركشن فاسيلتي في ولاية نيوجيرسي New Jersey ، فتحت الانترنت وتصفحت حتى وصلت إلى مكان السجن في نيوجيرسي وكان قلبي يحدثني أن أمرا عظيم سوف يحدث ، وحقا قرأت الأخبار أن إعصارا قوي يزحف على الساحل الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية ثم رأيت بث الخرائط للطقس الأعاصير NOAA , إنه إعصار أيريني يضرب بقوة.

Hurricane Irene August 21-30 , 2011

تابعت إعصار ايريني كل يوم كل ساعة حتى علمت أنه زحف وضرب سجن إيسكس كونتي كوريكشن فاسيلتي، إعصار ايريني مر فوق غرفتي الزجاجية my glass room , أحسست بالإنتصار بعد أن خلف وراءه خسائر مادية فادحة، أحسست بالانتصار وأنا أمشي كالعملاق في شوارع نيوجيرسي وأنا أرتدي زي المحارب حذائي في قدمي هما بنايتان عاليتان من أبنية سجن إيسكس وأدهس بهما بعض الفاسدين في الطرقات العاصفة المظلمة وأبطش بهم وأزلزلهم وأدمرهم وأنا أصيح بكل مجرم فاسد يا جوني يا إبن الحرام يا جوني يا إبن الحرام .