Найти тему
Hazem Rowiha

الملااك الحاارس االمصري

كنا قد خرجنا من سجن ايسيكس كونتي كوركشن فاسيلتي في نيوجيرسي وركبت المركبة الشرطية وكنت مقيد اليدين بالأصفاد ودخلت الكابينة الخلفية في السيارة وجدت فتاة في العقد الثالث من عمرها حسنة المظهر ذات ملامح غربية ، فدخلت وجلست في المقعد المقابل لها في المركبة البيك اب المحاطة بسياج حديدي من الداخل يمنع التعامل مع جسم السيارة وحتى أنه يفصل الجزء الخلفي عن المقعد الأمامي الذي كان يجلس به ظابطان أحدهما يقود المركبة والآخر يجلس بجواره، وبعد أن تحركت الترحيل وكنا متجهين إلى مطار JFK , نظرت الفتاة لي وسألتني من أين أنت؟ أجبتها من مصر. وسألتها وأنتي من أين؟ قالت من برمودا! وقتها رأيت في عينيها المكر وجال بخاطري سريعا مثلث برمودا والأساطير المرعبة التي تحدث في ذلك المكان وقبل أن أستغرق في التفكير في تلك الفتاة وفي أساطير برمودا ناديت على الظابط : أين حقيبتاي؟ وكان يحجزون شنطتين كانا معي حين جئت للولايات المتحدة إحداهما شنطة الملابس والأخرى حقيبة اللابتوب، فأجاب الضابط وهل لديك حقائب عندنا؟ بات نعم قال سنعود راجعين لنحضرها، ويبدو وكأنهم كانوا يسيرون في إتجاه المطار ثم غير الاتجاه ليحضر الحقائب، بالفعل ذهبنا إمكان حجز أغراضي ووضعها في السيارة، ثم توجهوا إلى مطار JFK

وقاموا بتسليمي إلى ضابط آخر كان ينتظر في المطار، وكان بيني وبين هذا الضابط مشكلة بسبب قلة الطعام في سجن ايسيكس، ولكنه فك القيد من يدي وحملت حقائبي ودخلنا المطار وانتظرنا فيه بعض الوقت وقام الضابط بإنهاء إجراءات المغادرة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى مصر، واجتزت البوابات وصعدت إلى طائرة خطوط مصر للطيران شعرت وأن قد تركت كابوس مظلم وأسود ورائي، ولكن ماذا ينتظرني في مصر؟ سألت نفسي هذا السؤال وقد حدثت ثورة من سبعة أشهر في مصر، وما أن دخلت الطائرة حتى جائني رجل من هؤلاء الرجال الذين حين تنظر إليهم تشعر بالأخوة والأمان وصافحني وقال لي: ما تقلقش من حاجة كل شيء إتغير! وأشار إلى الجهة الخلفية في الطائرة لكي أقعد في أي مكان أريده وكانت الطائرة غير ممتلئة بالركاب، كم كان لموقف هذا الوجه المصري النبيل أثر طيب على نفسي وكأنه بردا وسلاما على قلبي.

رجعت مصر بحمد الله فضله يوم الجمعة ١٩ أغسطس ٢٠١١ وكانت إجراءات الوصول بسيطة وخرجت من المطار وركبت سيارة أجرة متوجها إلى محطة حافلات النقل بين المحافظات السوبرجت في ألماظة بالقاهرة، واتصلت بزوجتي لأخبرهم أنني عدت من الولايات المتحدة وأنني في طريقي إليهم سأركب أوتوبيس إلى بورسعيد ، فقالت لي أنها هي وبناتي حاليا في الإسكندرية في بيت عائلتها، فأخذت أوتوبيس متجه إلى محافظة الإسكندرية وذهبت إلى أسرتي التي إفتقدتها وإلى بناتي العزيزات.

وبعد بضعة أيام أخذت إبنتي الصغيرة لكي اشتري لها الحلوى ونمشي على كورنيش الإسكندرية وكان ذلك الوقت في شهر رمضان الشوارع والأسواق مزدحمة بالناس والسيارات وقد خرجوا ليشتروا الملابس الجديدة احتفالا بقدوم العيد على الأبواب، وبعد أن مشينا على كورنيش الاسكندرية الجميلة أنا وابنتي الصغيرة واشترينا الحلويات وكان ذاك الوقت مساءا بعد الإفطار من الصيام، ركبنا الترام وعدنا ونزلنا في محطة الإبراهيمية وكانت الشوارع مزدحمة بالناس ومسكت بيد ابنتي ومشينا و لم ألحظ أن ابنتي قد خطت قدميها من فوق الرصيف للشارع وإذ أجد رجلا يرفع ابنتي الصغيرة من ذراعها بسرعة ليعيدها إلى جواري وتمر سيارة أجرة مسرعة كادت لتصدم إبنتي الصغيرة فشددت ذراعها لجانبي ونظرت لهذا الرجل الذي أنقذ إبنتي الصغيرة ونجانا من مصيبة كادت أن تحدث واختفى بين الناس بسرعة، لم أصدق عيناي إنه ذلك الرجل النبيل الأمين الذي صافحني في الطائرة، يا الله ما تفسير ما يحدث هل هذا الرجل ملاك؟ هل هو ملك من الملائكة، هل هو الملاك الحارس؟ والله كلما تذكرت ما حدث تفيض عيني بالدموع الغزيرة، والحمد لله رب العالمين.