Найти тему
Hazem Rowiha

ثمانية عشر

القرآن الكريم كتاب التفكير المنطقي الذي يكرم الإنسان وعقله ويشجعه على الفهم بطريقة التفصيل والنقد والمنطق. لقد ربط الله تعالى بين بلوغ سن النكاح “الزواج ” وبلوغ اليتامى المرحلة العمرية التي يصلون فيها إلى سن الحكم السليم والقدرة على الاختيار في حياتهم ويتمكنوا من أخذ ميراثهم وذلك بالتعبير القرأني ” حتى يبلغ أشده” أي حتى يبلغ النضج البدني والعقلي والذي يقدر تقريبا 18 سنة للذكور والإناث.

(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تتذكرون) 6:152 سورة الأنعام

حين يبلغ اليتيم أشده وهي مرحلة نضج البدن والعقل فيحق له أن يتسلم حقه في الميراث.

(وَابْتَلُوا الْيَتَامَىٰ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُوا وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَىٰ بِاللَّه حسيبا) 4:6 سورة النساء

الآية 6 في سورة 4 النساء تبين أن اختبروا اليتامى حتى إذا بلغوا سن النكاح (الزواج)، فإن آنستم منهم رشدا أي فإن آنستم منهم نضوج العقل الرشد الذي يمكنهم للاختيار والحكم الصحيح في الظروف العادية، فادفعوا إليهم أموالهم أي فادفعوا إليهم حقهم في الميراث.

وأضافت الآية ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا أي ولا تأكلوا أموال ميراثهم بإسراف وسفاهة قبل أن يكبروا.

الجمع بين شروط المرحلة العمرية لسن الزواج للذكور والإناث في القرءان الكريم وهي ( يبلغ أشده – ءانستم منهم رشدا – أن يكبروا ) تبين أنها تقارب السن 18 سنة كما تعارف عليه العرف الإنساني الدولي العالمي ولم تكن أبدا الطفولة الصغيرة صالحة للزواج وإنما النضج والرشد والكبر تلك هي الشروط للزواج الإسلامي الإنساني الأخلاقي أي. ما يقارب الثمانية عشر سنة.