Найти тему
Hazem Rowiha

براءة النبي - يمين الإيلاء - 3

التعبير القرآني ” ما ملكت أيمانكم ” جاء في القرءان وله معنى عام هو يعني “الذين واللاتي لهم سلطة القسم واليمين” ولا يعني أبدا العبيد والسبايا المماليك.

يقول الله:

“قَالَ رَبِّ إِنِّى لَآ أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِى وَأَخِى فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَٰسِقِين “

سورة المائدة (5:25)

لم يكن موسى يعني بقوله “إني لا أملك إلا نفسي وأخي” أنه يملك أخيه هارون كالعبد المملوك لأن الله حرم اتخاذ الإنسان عبدا مملوكا، فاتخاذ عبيد وسبايا مماليك ذلك شرك بالله ونقض لعقيدة عبادة الله وحده، الله الخالق سبحانه الذي وهب الحرية لكل الناس لم يقهرهم على فعل شيء بالإكراه، أما الفئة التي تستعبد الناس وتتخذهم عبيدا وسبايا مماليك قد طغوا وجعلوا من أنفسهم أندادا لله فاستحلوا ما حرم الله وأكلوا أجور المستضعفين من الرجال والنساء والولدان واستحلوا الفاحشة بزعمهم الباطل أن ما ملكت أيمانهم هم العبيد والسبايا المماليك.

ولكن موسى كان له سلطة الأمر و الطاعة على أخيه هارون بعد أن أجاب الله دعاءه بأن يجعل له أخاه هارون وزيرا.

{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ (36) } [طه سورة 20]

كان لموسى سلطة “ملك” أن يأمر هارون فلا يعصى أمره.

{قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)} [سورة طه 20]

ملك تعني سلطة وسلطان.

يقول الله: “قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} [سورة طه 20 : 87]

بني إسرائيل قالوا لموسى ( مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا ) يعني ما أخلفنا موعدك بسلطتنا وحكمنا وقدرتنا، كذلك كان عذرهم.

ملكت أيمانكم تعني سلطة القسم واليمين.

The Rule of Oath

اليمين هي اليد اليمين والتي تؤدي القسم على عهد أو شهادة، ويعد القسم باليمين من العلم النبوي الذي تعلمته الأمم من أنبيائهم، فمن أولويات مكارم الأخلاق الوفاء بالعهد، ويكون أداء اليمين بأن يرفع الإنسان يده اليمين أو يضع يده اليمين على الكتاب الذي يؤمن به، أو يضع يمينه في اليد اليمنى لرجل أخر مصافحا له فيتعهد بقسم أنه صادق في القول والفعل والشهادة.

ذلك هو القسم واليمين الذي هو من أصل أخلاق دين الإسلام.

لا يؤاخذ الله الناس بمجرد اللغو والكلام في أيمانهم ولكن بما عقدوا النية بالقلب وأداء باليد اليمين وما يطلق عليه توكيدها أي توكيد اليد اليمين و توكيد الأيمان بحضور نوايا القلوب الصادقة.

يقول الله:

{لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [سورة البقرة 2 : 225]

يقول الله:

{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [ سورة المائدة 5 : 89] )

يقول الله سبحانه وتعالى:

وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [سورة النحل 16: 91]

القسم واليمين ملزم لمن يؤديه ويتعهده، يمين الطلاق ملزم للمطلق تجاه إمراته فيما يخص الأجور وهي النفقات الموجبة والسكن بالبيت وإحصاء عدة الطلاق أذا كانت العدة ثلاثة أشهر أو حتى تضع حملها إن كانت من أولات الأحمال.

اليمين ملزم لصاحب العمل تجاه العاملين فيما يستحقون من أجور عادلة وبيئة العمل التي تحفظ كرامتهم الإنسانية، وذلك في مقابل العمل على قدر جهدهم والتعهد بالولاء لصاحب العمل.

الإيلاء:

الإيلاء هو يمين تؤديه المرأة المتزوجة لكي تنفصل عن زوجها بطلاق، الإيلاء يعني الامتناع ومصدره ألى يعني منع، والإيلاء هو مقدمة لإجراءات طلاق بين زوجين قد تمتد إلى سبعة أشهر على الأقل، أربعة أشهر وثلاثة قروء أشهر قمرية.

يقول الله سبحانه وتعالى:

{لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ۖ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)} [سورة البقرة 2: 225-228]

الآيات السابقة تبدأ بأية (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) يعنى لا يحاسبكم الله بمجرد الكلام بيمين إيلاء أو يمين طلاق بدون قصد، ( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ) ولكن يحاسبكم على أيمانكم يمين إيلاء أو يمين طلاق بما قصدته قلوبكم، والآيات التي تليها تبين أن ذلك هو سياق النص.

يمين الإيلاء:

(للذين يؤلون من نسائهم) تعني للذين يمنعون من نسائهم بيمين إيلاء- منع من استمرار الحياة الزوجية بين الزوجين بناء على رغبة الزوجة في الانفصال- لأن يمين الإيلاء جاء بداية من الزوجة وليس من الزوج، حرف “من” دليل على غاية الابتداء، يقول الله: “للذين يؤلون من نسائهم” يعني لأولئك الذين يمنعون من نسائهم بسبب يمين الإيلاء والمنع من طرف نسائهم، ( تربص أربعة أشهر) التربص هو الانتظار مدة زمنية لأحد أمرين، ( فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم ) فإن فاءوا تعني فإن رجعوا إلى سابق عهدهم في مودة ورحمة فإن الله غفور رحيم.

الأمر الآخر في التربص: ( وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم) يعني إذا مرت الأربعة أشهر مدة أجل يمين الإيلاء ولم يعودوا ويفيئوا، فينتقلوا إلى المرحلة الثانية وهي الطلاق بناء على يمين الإيلاء ويكونوا بذلك عزموا الطلاق.

(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) يعني بعد الدخول في الإجراء الثاني من الانفصال وقد عزموا الطلاق، على المطلقات أن يتربصن بأنفسهن عدة المطلقات لأحد الأجلين، ثلاثة قروء يعني ثلاثة أشهر قمرية أو حتى تضع حملها إن كانت من أولات الأحمال، (ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر) فإذا تبين أن “‘ ملكت يمين الإيلاء – الطلاق “‘ تحمل جنين يرجى الحفاظ على الأسرة من الانفصال برضى النساء إن كان بعولتهن يريدون الإصلاح، ( وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أردوا إصلاحا) البعل هو مسمى يطلق على الزوج إذا كان يمنعه مانع عن العلاقة الزوجية الخصوصية مثل أن يكون شيخا كبيرا مثل أبينا إبراهيم عليه السلام.

يقول الله:

{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73)} [سورة هود 11 : 69-73 )

أو أن البعل هو” الزوج” في التوقيت الذي يحصي فيه عدة طلاق زوجته، فهو يمنعه مانع يمين الإيلاء أو يمين الطلاق عن العلاقة الزوجية المخصوصة ويسمى في تلك الحالة “بعلا”، وفي المقابل تسمى المرأة التي تحصي عدة الطلاق “ملكت يمين”.

ملكت يمين الطلاق وانتظار المدة الزمنية لأجل عدة الطلاق.

عدة الطلاق “تجعل الزوج بعلا” و “تجعل الزوجة ملكت يمين” .

( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) المساواة بين الأزواج والزوجات بالمعروف، والمعروف هو أوامر الله في القرآن، ( وللرجال عليهن درجة) للرجال على أزواجهم أو نساءهم المطلقات ” ما ملكت أيمانهم” درجة وهذه الدرجة هي واجب الإنفاق عليهن، فالمساواة بين الرجال والنساء حق لقول الله ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) إلا في إنفاق المال فهو واجب أنفاق المال من الأزواج على نسائهن لقول الله ( وللرجال عليهن درجة ) فتلك الدرجة بإنفاق المال، ( والله عزيز حكيم).

‐------------------------------------------------------

براءة النبي: يمين الإيلاء 3

التعبير القرآني ” ما ملكت أيمانكم ” جاء في القرءان وله معنى عام هو يعني “الذين واللاتي لهم سلطة القسم واليمين” ولا يعني أبدا العبيد والسبايا المماليك.

يقول الله:

“قَالَ رَبِّ إِنِّى لَآ أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِى وَأَخِى فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَٰسِقِين “

سورة المائدة (5:25)

لم يكن موسى يعني بقوله “إني لا أملك إلا نفسي وأخي” أنه يملك أخيه هارون كالعبد المملوك لأن الله حرم اتخاذ الإنسان عبدا مملوكا، فاتخاذ عبيد وسبايا مماليك ذلك شرك بالله ونقض لعقيدة عبادة الله وحده، الله الخالق سبحانه الذي وهب الحرية لكل الناس لم يقهرهم على فعل شيء بالإكراه، أما الفئة التي تستعبد الناس وتتخذهم عبيدا وسبايا مماليك قد طغوا وجعلوا من أنفسهم أندادا لله فاستحلوا ما حرم الله وأكلوا أجور المستضعفين من الرجال والنساء والولدان واستحلوا الفاحشة بزعمهم الباطل أن ما ملكت أيمانهم هم العبيد والسبايا المماليك.

ولكن موسى كان له سلطة الأمر و الطاعة على أخيه هارون بعد أن أجاب الله دعاءه بأن يجعل له أخاه هارون وزيرا.

{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ (36) } [طه سورة 20]

كان لموسى سلطة “ملك” أن يأمر هارون فلا يعصى أمره.

{قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)} [سورة طه 20]

ملك تعني سلطة وسلطان.

يقول الله: “قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} [سورة طه 20 : 87]

بني إسرائيل قالوا لموسى ( مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا ) يعني ما أخلفنا موعدك بسلطتنا وحكمنا وقدرتنا، كذلك كان عذرهم.

ملكت أيمانكم تعني سلطة القسم واليمين.

The Rule of Oath

اليمين هي اليد اليمين والتي تؤدي القسم على عهد أو شهادة، ويعد القسم باليمين من العلم النبوي الذي تعلمته الأمم من أنبيائهم، فمن أولويات مكارم الأخلاق الوفاء بالعهد، ويكون أداء اليمين بأن يرفع الإنسان يده اليمين أو يضع يده اليمين على الكتاب الذي يؤمن به، أو يضع يمينه في اليد اليمنى لرجل أخر مصافحا له فيتعهد بقسم أنه صادق في القول والفعل والشهادة.

ذلك هو القسم واليمين الذي هو من أصل أخلاق دين الإسلام.

لا يؤاخذ الله الناس بمجرد اللغو والكلام في أيمانهم ولكن بما عقدوا النية بالقلب وأداء باليد اليمين وما يطلق عليه توكيدها أي توكيد اليد اليمين و توكيد الأيمان بحضور نوايا القلوب الصادقة.

يقول الله:

{لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [سورة البقرة 2 : 225]

يقول الله:

{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [ سورة المائدة 5 : 89] )

يقول الله سبحانه وتعالى:

وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [سورة النحل 16: 91]

القسم واليمين ملزم لمن يؤديه ويتعهده، يمين الطلاق ملزم للمطلق تجاه إمراته فيما يخص الأجور وهي النفقات الموجبة والسكن بالبيت وإحصاء عدة الطلاق أذا كانت العدة ثلاثة أشهر أو حتى تضع حملها إن كانت من أولات الأحمال.

اليمين ملزم لصاحب العمل تجاه العاملين فيما يستحقون من أجور عادلة وبيئة العمل التي تحفظ كرامتهم الإنسانية، وذلك في مقابل العمل على قدر جهدهم والتعهد بالولاء لصاحب العمل.

الإيلاء:

الإيلاء هو يمين تؤديه المرأة المتزوجة لكي تنفصل عن زوجها بطلاق، الإيلاء يعني الامتناع ومصدره ألى يعني منع، والإيلاء هو مقدمة لإجراءات طلاق بين زوجين قد تمتد إلى سبعة أشهر على الأقل، أربعة أشهر وثلاثة قروء أشهر قمرية.

يقول الله سبحانه وتعالى:

{لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ۖ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)} [سورة البقرة 2: 225-228]

الآيات السابقة تبدأ بأية (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) يعنى لا يحاسبكم الله بمجرد الكلام بيمين إيلاء أو يمين طلاق بدون قصد، ( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ) ولكن يحاسبكم على أيمانكم يمين إيلاء أو يمين طلاق بما قصدته قلوبكم، والآيات التي تليها تبين أن ذلك هو سياق النص.

يمين الإيلاء:

(للذين يؤلون من نسائهم) تعني للذين يمنعون من نسائهم بيمين إيلاء- منع من استمرار الحياة الزوجية بين الزوجين بناء على رغبة الزوجة في الانفصال- لأن يمين الإيلاء جاء بداية من الزوجة وليس من الزوج، حرف “من” دليل على غاية الابتداء، يقول الله: “للذين يؤلون من نسائهم” يعني لأولئك الذين يمنعون من نسائهم بسبب يمين الإيلاء والمنع من طرف نسائهم، ( تربص أربعة أشهر) التربص هو الانتظار مدة زمنية لأحد أمرين، ( فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم ) فإن فاءوا تعني فإن رجعوا إلى سابق عهدهم في مودة ورحمة فإن الله غفور رحيم.

الأمر الآخر في التربص: ( وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم) يعني إذا مرت الأربعة أشهر مدة أجل يمين الإيلاء ولم يعودوا ويفيئوا، فينتقلوا إلى المرحلة الثانية وهي الطلاق بناء على يمين الإيلاء ويكونوا بذلك عزموا الطلاق.

(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) يعني بعد الدخول في الإجراء الثاني من الانفصال وقد عزموا الطلاق، على المطلقات أن يتربصن بأنفسهن عدة المطلقات لأحد الأجلين، ثلاثة قروء يعني ثلاثة أشهر قمرية أو حتى تضع حملها إن كانت من أولات الأحمال، (ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر) فإذا تبين أن “‘ ملكت يمين الإيلاء – الطلاق “‘ تحمل جنين يرجى الحفاظ على الأسرة من الانفصال برضى النساء إن كان بعولتهن يريدون الإصلاح، ( وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أردوا إصلاحا) البعل هو مسمى يطلق على الزوج إذا كان يمنعه مانع عن العلاقة الزوجية الخصوصية مثل أن يكون شيخا كبيرا مثل أبينا إبراهيم عليه السلام.

يقول الله:

{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73)} [سورة هود 11 : 69-73 )

أو أن البعل هو” الزوج” في التوقيت الذي يحصي فيه عدة طلاق زوجته، فهو يمنعه مانع يمين الإيلاء أو يمين الطلاق عن العلاقة الزوجية المخصوصة ويسمى في تلك الحالة “بعلا”، وفي المقابل تسمى المرأة التي تحصي عدة الطلاق “ملكت يمين”.

ملكت يمين الطلاق وانتظار المدة الزمنية لأجل عدة الطلاق.

عدة الطلاق “تجعل الزوج بعلا” و “تجعل الزوجة ملكت يمين” .

( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) المساواة بين الأزواج والزوجات بالمعروف، والمعروف هو أوامر الله في القرآن، ( وللرجال عليهن درجة) يبين الله أن في تلك الحالة من الإصلاح بين “الزوجين” وهما في إنتظار جنين على وشك أن يولد فقد جعل الله للرجال درجة على نسائهم في أن يسمى الأولاد إناث وذكور لإسم والدهم، تلك هي الدرجة التفضيلية بين الأزواج والزوجات بأن يكون نسب الأسماء للوالد وليس للوالدة، ( والله عزيز حكيم).

‐--------‐------‐--------------------------------------

براءة النبي: يمين الإيلاء 3 ( تصحيح)

————

التعبير القرآني ” ما ملكت أيمانكم ” جاء

في القرءان وله معنى عام هو يعني “الذين واللاتي لهم سلطة القسم واليمين” ولا يعني أبدا العبيد والسبايا المماليك.

يقول الله:

“قَالَ رَبِّ إِنِّى لَآ أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِى وَأَخِى فَٱفْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْفَٰسِقِين “

سورة المائدة (5:25)

لم يكن موسى يعني بقوله “إني لا أملك إلا نفسي وأخي” أنه يملك أخيه هارون كالعبد المملوك لأن الله حرم اتخاذ الإنسان عبدا مملوكا، فاتخاذ عبيد وسبايا مماليك ذلك شرك بالله ونقض لعقيدة عبادة الله وحده، الله الخالق سبحانه الذي وهب الحرية لكل الناس لم يقهرهم على فعل شيء بالإكراه، أما الفئة التي تستعبد الناس وتتخذهم عبيدا وسبايا مماليك قد طغوا وجعلوا من أنفسهم أندادا لله فاستحلوا ما حرم الله وأكلوا أجور المستضعفين من الرجال والنساء والولدان واستحلوا الفاحشة بزعمهم الباطل أن ما ملكت أيمانهم هم العبيد والسبايا المماليك.

ولكن موسى كان له سلطة الأمر و الطاعة على أخيه هارون بعد أن أجاب الله دعاءه بأن يجعل له أخاه هارون وزيرا.

{قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَل لِّي وَزِيرًا مِّنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (32) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنتَ بِنَا بَصِيرًا (35) قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَىٰ (36) } [طه سورة 20]

كان لموسى سلطة “ملك” أن يأمر هارون فلا يعصى أمره.

{قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ ۖ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93)} [سورة طه 20]

ملك تعني سلطة وسلطان.

يقول الله: “قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَٰكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِّن زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَٰلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ} [سورة طه 20 : 87]

بني إسرائيل قالوا لموسى ( مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا ) يعني ما أخلفنا موعدك بسلطتنا وحكمنا وقدرتنا، كذلك كان عذرهم.

ملكت أيمانكم تعني سلطة القسم واليمين.

The Rule of Oath

اليمين هي اليد اليمين والتي تؤدي القسم على عهد أو شهادة، ويعد القسم باليمين من العلم النبوي الذي تعلمته الأمم من أنبيائهم، فمن أولويات مكارم الأخلاق الوفاء بالعهد، ويكون أداء اليمين بأن يرفع الإنسان يده اليمين أو يضع يده اليمين على الكتاب الذي يؤمن به، أو يضع يمينه في اليد اليمنى لرجل أخر مصافحا له فيتعهد بقسم أنه صادق في القول والفعل والشهادة.

ذلك هو القسم واليمين الذي هو من أصل أخلاق دين الإسلام.

لا يؤاخذ الله الناس بمجرد اللغو والكلام في أيمانهم ولكن بما عقدوا النية بالقلب وأداء باليد اليمين وما يطلق عليه توكيدها أي توكيد اليد اليمين و توكيد الأيمان بحضور نوايا القلوب الصادقة.

يقول الله:

{لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ} [سورة البقرة 2 : 225]

يقول الله:

{لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الْأَيْمَانَ ۖ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ ۖ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ۚ ذَٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ ۚ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [ سورة المائدة 5 : 89] )

يقول الله سبحانه وتعالى:

وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا ۚ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ} [سورة النحل 16: 91]

القسم واليمين ملزم لمن يؤديه ويتعهده، يمين الطلاق ملزم للمطلق تجاه إمراته فيما يخص الأجور وهي النفقات الموجبة والسكن بالبيت وإحصاء عدة الطلاق أذا كانت العدة ثلاثة أشهر أو حتى تضع حملها إن كانت من أولات الأحمال.

اليمين ملزم لصاحب العمل تجاه العاملين فيما يستحقون من أجور عادلة وبيئة العمل التي تحفظ كرامتهم الإنسانية، وذلك في مقابل العمل على قدر جهدهم والتعهد بالولاء لصاحب العمل.

الإيلاء:

الإيلاء هو يمين تؤديه المرأة المتزوجة لكي تنفصل عن زوجها بطلاق، الإيلاء يعني الامتناع ومصدره ألى يعني منع، والإيلاء هو مقدمة لإجراءات طلاق بين زوجين قد تمتد إلى سبعة أشهر على الأقل، أربعة أشهر وثلاثة قروء أشهر قمرية.

يقول الله سبحانه وتعالى:

{لَّا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ (225) لِّلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ ۖ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (226) وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)} [سورة البقرة 2: 225-228]

الآيات السابقة تبدأ بأية (لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم ) يعنى لا يحاسبكم الله بمجرد الكلام بيمين إيلاء أو يمين طلاق بدون قصد، ( ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم ) ولكن يحاسبكم على أيمانكم يمين إيلاء أو يمين طلاق بما قصدته قلوبكم، والآيات التي تليها تبين أن ذلك هو سياق النص.

يمين الإيلاء:

(للذين يؤلون من نسائهم) تعني للذين يمنعون من نسائهم بيمين إيلاء- منع من استمرار الحياة الزوجية بين الزوجين بناء على رغبة الزوجة في الانفصال- لأن يمين الإيلاء جاء بداية من الزوجة وليس من الزوج، حرف “من” دليل على غاية الابتداء، يقول الله: “للذين يؤلون من نسائهم” يعني لأولئك الذين يمنعون من نسائهم بسبب يمين الإيلاء والمنع من طرف نسائهم، ( تربص أربعة أشهر) التربص هو الانتظار مدة زمنية لأحد أمرين، ( فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم ) فإن فاءوا تعني فإن رجعوا إلى سابق عهدهم في مودة ورحمة فإن الله غفور رحيم.

الأمر الآخر في التربص: ( وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم) يعني إذا مرت الأربعة أشهر مدة أجل يمين الإيلاء ولم يعودوا ويفيئوا، فينتقلوا إلى المرحلة الثانية وهي الطلاق بناء على يمين الإيلاء ويكونوا بذلك عزموا الطلاق.

(والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء) يعني بعد الدخول في الإجراء الثاني من الانفصال وقد عزموا الطلاق، على المطلقات أن يتربصن بأنفسهن عدة المطلقات لأحد الأجلين، ثلاثة قروء يعني ثلاثة أشهر قمرية أو حتى تضع حملها إن كانت من أولات الأحمال، (ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يؤمن بالله واليوم الآخر) فإذا تبين أن “‘ ملكت يمين الإيلاء – الطلاق “‘ تحمل جنين يرجى الحفاظ على الأسرة من الانفصال برضى النساء إن كان بعولتهن يريدون الإصلاح، ( وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أردوا إصلاحا) البعل هو مسمى يطلق على الزوج إذا كان يمنعه مانع عن العلاقة الزوجية الخصوصية مثل أن يكون شيخا كبيرا مثل أبينا إبراهيم عليه السلام.

يقول الله:

{وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ (69) فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ (70) وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ (71) قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ (72) قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ (73)} [سورة هود 11 : 69-73 )

أو أن البعل هو” الزوج” في التوقيت الذي يحصي فيه عدة طلاق زوجته، فهو يمنعه مانع يمين الإيلاء أو يمين الطلاق عن العلاقة الزوجية المخصوصة ويسمى في تلك الحالة “بعلا”، وفي المقابل تسمى المرأة التي تحصي عدة الطلاق “ملكت يمين”.

ملكت يمين الطلاق وانتظار المدة الزمنية لأجل عدة الطلاق.

عدة الطلاق “تجعل الزوج بعلا” و “تجعل الزوجة ملكت يمين” .

( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) المساواة بين الأزواج والزوجات بالمعروف، والمعروف هو أوامر الله في القرآن، ( وللرجال عليهن درجة) للرجال على أزواجهم أو نساءهم المطلقات ” ما ملكت أيمانهم” درجة وهذه الدرجة هي واجب الإنفاق عليهن، فالمساواة بين الرجال والنساء حق لقول الله ( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) إلا في إنفاق المال فهو واجب أنفاق المال من الأزواج على نسائهن لقول الله ( وللرجال عليهن درجة ) فتلك الدرجة بإنفاق المال، ( والله عزيز حكيم).